مفتي مصر والقدس

بسم الله الرحمن الرحيم

مفتي مصر والقدس

رويداً رويداً يا إخوة الإسلام إن غيرتكم أثلجت صدورنا لكن قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [يوسف:111]. فجبريل يتقدم في ليلة الإسراء والمعراج ويأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم إلى القدس والروم تعسكر وتستحل القدس ولم يمنعه من زيارة القدس عسكرة الروم فيه ويبارك الله تعالى ذلك بل يُنَزِّلُ آيةَ وسورةَ الإسـراء تكريمـاً لتأييد ومباركـة ذلك وتثبيته في قُرآنٍ يتلى إلى يوم القيامـة بقوله تعالى: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الإسراء:1]. وليس الإسراء عن مفتينا ببعيد ويا عجباً فنفر من الأجانب وحقوق الإنسان يزوروننا ويساعدوننا في القدس والأرض المحتلة وأبناء جلدتنا يثبطون الهمم ويعترضون فإذا نسوا القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومكان المحشر يوم القيامة فهل كذلك نسوا القرآن وآياته وقصصه وعبره وموعظاته؟!. وفي الحديث: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) فهنيئاً ومباركة وشكراً لفضيلة مفتينا المبجل الذي أحيا ليلة الإسراء فعلاً وعملاً لا قولاً وفي الحديث: (وَمَنْ أَحْيَا سُنّتِي فَقَدْ أَحْبّنِي وَمَنْ أَحْبّنِي كَانَ مَعِي في الْجَنّةِ) وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ). وفي الحديث: (لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى). وفي سنن ابن ماجه عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال: (أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ). وقد قال تعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [آل عمران:31].

 

وختامــاً

قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب:21].

صدق الله العظيم

 

أبو أحمد العبادلة

يوم الإثنين: 2/جمادى الثاني/1433هـ - 23/4/2012م

الكاتبأبو أحمد العبادلة بتاريخ : Apr 23 2012 4:07AM

طباعة